الكيتامين
مُخدر الكيتامين يُعد من المواد المُخدرة التي أصبحت محط اهتمام كبير في السنوات الأخيرة، سواء من الناحية الطبية أو الترفيهية أو حتى في سياق إساءة الاستخدام. يتم تصنيف مُخدر الكيتامين كمادة مُخدرة قوية التأثير على الجهاز العصبي المركزي، حيث يعمل كمُخدر ومُهدئ وله تأثيرات هلوسية واضحة، مما يجعله خطيرًا عند تعاطيه خارج الإشراف الطبي.
ما هو الكيتامين؟
الكيتامين هو دواء يُستخدم في المجال الطبي كمخدّر عام سريع المفعول، وغالبًا ما يُستخدم في العمليات الجراحية البسيطة أو كمسكّن في حالات الطوارئ، سواء للبشر أو الحيوانات. ينتمي الكيتامين إلى فئة من الأدوية تُعرف باسم “المخدرات التفارقية”، حيث يُحدث انفصالًا مؤقتًا بين الوعي والإحساس، ما يجعل الشخص يشعر وكأنه منفصل عن جسده أو محيطه.

في الأصل، تم تطوير الكيتامين في ستينيات القرن الماضي كبديل أكثر أمانًا لمادة الفينسيكليدين (PCP)، وتم اعتماده للاستخدام الطبي لاحقًا بفضل فعاليته وسرعة تأثيره وقلة تأثيره على الجهاز التنفسي مقارنة ببعض أنواع المخدر الأخرى. يتم إعطاؤه عادة عن طريق الحقن الوريدي أو العضلي.
وخارج الاستخدام الطبي، أثار الكيتامين اهتمامًا متزايدًا في السنوات الأخيرة لأغراض علاجية أخرى، مثل استخدامه في علاج الاكتئاب المقاوم للأدوية، حيث أظهرت بعض الدراسات أنه يمكن أن يُحدث تحسنًا سريعًا في المزاج لدى مرضى يعانون من الاكتئاب الشديد، حتى بعد جرعة واحدة.
لكن في المقابل، يُعد إساءة استخدام الكيتامين خطرًا حقيقيًا، حيث أصبح من المواد التي تُستخدم ترفيهيًا بطرق غير مشروعة بسبب تأثيراته المهلوسة، إذ يمكن أن يُحدث تشوشًا في الإدراك، أو إحساسًا بالخروج من الجسد، أو رؤية صور وألوان غير واقعية. ومع تكرار الاستخدام، قد يُسبب الكيتامين إدمانًا نفسيًا، إضافةً إلى أضرار جسدية أبرزها التهابات في المثانة وتلف في الكلى.
يُعتبر الكيتامين سلاحًا ذو حدين: علاج واعد في الطب النفسي من جهة، ومادة خطرة عند تعاطيها دون إشراف طبي من جهة أخرى.
تم اكتشاف مُخدر الكيتامين في ستينات القرن الماضي، وكان الغرض الأساسي منه استخدامه كمُخدر أثناء العمليات الجراحية، خاصة في حالات الطوارئ أو لدى الأطفال وكبار السن نظرًا لتأثيره السريع وقلة تأثيره على وظائف القلب والتنفس. ومع مرور الوقت، بدأ يظهر استخدامه في البيئات غير الطبية، وخاصة في الحفلات الليلية والمناطق التي ينتشر فيها تعاطي المخدرات الترفيهية، حيث يُستخدم للحصول على شعور بالانفصال عن الواقع أو ما يُعرف بتجربة “الخروج من الجسد”.
أحد أهم الجوانب التي يجب التركيز عليها عند الحديث عن مُخدر الكيتامين هو سرعة تطور الاعتماد النفسي عليه. على الرغم من أن الاعتماد الجسدي قد لا يكون بنفس قوة بعض المواد الأفيونية، إلا أن التأثير النفسي والرغبة المُلحة في تكرار التجربة تجعل هذا المُخدر شديد الخطورة. كثير من المتعاطين يُصابون بنوبات من الاكتئاب أو القلق، وقد يلجؤون إلى زيادة الجرعة تدريجيًا للوصول إلى نفس الشعور السابق، مما يزيد من فرص حدوث الجرعة الزائدة.
وقد بدأت بعض الدراسات الحديثة تتناول إمكانية استخدام مُخدر الكيتامين كعلاج بديل في حالات الاكتئاب المقاوم للعلاج، خاصة في صورة جرعات صغيرة وتحت إشراف طبي دقيق. ومع ذلك، لا تزال هذه التجارب في مراحلها الأولية، ويُحذر الخبراء من التوسع في استخدامه دون رقابة طبية صارمة، لتفادي التبعات السلبية الناتجة عن سوء الاستخدام.
من المخاطر الجسدية المرتبطة بتعاطي مُخدر الكيتامين أنه قد يؤدي إلى تلف في الجهاز البولي، مثل التهابات المثانة ومشاكل في الكلى. كما أنه يؤثر على وظائف الكبد ويُسبب ضعفًا عامًا في الجهاز العصبي، خاصة عند الاستخدام المُزمن أو المفرط. أما من الناحية النفسية، فقد يعاني المُتعاطي من نوبات هلوسة، ارتباك ذهني، فقدان مؤقت للذاكرة، ومشاكل في التركيز والوعي.
يتم تهريب مُخدر الكيتامين بطرق متعددة، وغالبًا ما يكون في صورة سائل أو مسحوق يتم استنشاقه أو حقنه، وقد يتم خلطه بمواد أخرى لزيادة تأثيره أو خفض تكلفته، مما يُزيد من خطورته على المُستخدمين. ومن هنا تأتي أهمية التوعية بخطورة هذه المادة، وضرورة تشديد الرقابة على تداولها واستخدامها، لتقليل انتشارها في الأوساط الشبابية والمجتمعية بشكل عام.
من الناحية القانونية، يتم تصنيف مُخدر الكيتامين في معظم الدول كمادة محظورة لا يجوز تداولها أو استخدامها إلا لأغراض طبية وتحت إشراف متخصصين. وتفرض القوانين عقوبات صارمة على من يقوم ببيعه أو تعاطيه خارج هذا الإطار، نظرًا لما يُسببه من أضرار صحية ونفسية واجتماعية جسيمة.
يجب أن ندرك أن مُخدر الكيتامين ليس مجرد مادة مُخدرة عابرة، بل هو خطر حقيقي يهدد الصحة العامة ويُعرض الأفراد والمجتمعات لمشاكل جسيمة. لذلك، لا بد من زيادة الوعي بأضراره، ودعم جهود الوقاية والعلاج، والعمل على توعية الشباب خاصة بخطورة الوقوع في فخ الإدمان، حتى لا يكون الثمن هو ضياع مستقبلهم وصحتهم.
-
أضرار المخدرات
أضرار الكيتامين صامتة لكنها مدمرة لحياتك اليومية
أضرار الكيتامين تُعد من القضايا الصحية الخطيرة التي تستدعي الانتباه، نظرًا لما يُحدثه هذا العقار من تأثيرات سلبية على الصحة…
أكمل القراءة » -
العلاج من الإدمان
علاج إدمان الكيتامين طريقك الآمن للتعافي واستعادة حياتك
علاج إدمان الكيتامين يُعد من التحديات المعقدة التي تتطلب تدخلًا مهنيًا متكاملًا، نظرًا لتأثير هذا المُخدر القوي على الدماغ والجهاز…
أكمل القراءة » -
أعراض الإدمان
أعراض إدمان الكيتامين مؤشرات خطيرة لا يجب تجاهلها أبدًا
أعراض إدمان الكيتامين تختلف من شخص لآخر، لكنها تُشكل نمطًا واضحًا من التغيّرات الجسدية والنفسية والسلوكية التي تُشير إلى وجود…
أكمل القراءة » -
أعراض الإنسحاب
أعراض إنسحاب الكيتامين تحديات مؤقتة في طريق التعافي
أعراض إنسحاب الكيتامين تُعد من أصعب المراحل التي يمر بها الشخص المُتعافي من الإدمان، حيث تُظهر مدى تأثير هذا المُخدر…
أكمل القراءة »